کد مطلب:335846 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:143

حادثة الصحابة فی سریة أسامة
فموضوع هذه القصة: أنه صلی الله علیه وآله جهز جیشا لغزو الروم قبل وفاته بیومین

وأمر علی هذه السریة أسامة بن زید بن حارثة وعمره ثمانیة عشر عاما. وقد عبأ صلی الله علیه وآله فی هذه السریة وجوه المهاجرین والأنصار كالخلیفة أبی بكر وعمر وأبی عبیدة



[ صفحه 345]



وغیرهم من كبار الصحابة المشهورین فطعن قوم منهم فی تأمیر أسامة، وقالوا: كیف یؤمر علینا شاب لا نبات بعارضیه، وقد طعنوا من قبل فی تأمیر أبیه وقد قالوا فی ذلك وأكثروا النقد، حتی غضب رسول الله صلی الله علیه وآله غضبا شدیدا مما سمع من طعنهم وانتقادهم، فخرج صلی الله علیه وآله معصب الرأس محموما، یتهادی بین رجلین ورجلاه تخطان فی الأرض بأبی هو وأمی، من شدة ما به من لغوب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنی علیه ثم قال: (أیها الناس ما مقالة بلغتنی عن بعضكم فی تأمیر أسامة، ولئن طعنتم فی تأمیری أسامة فقد طعنتم فی تأمیری أبیه من قبله، وأیم الله إنه كان خلیقا بالإمارة، وإن ابنه من بعده لخلیق بها...) [1] .

ثم جعل صلی الله علیه وآله یحضهم علی التعجیل وجعل یقول: جهزوا جیش أسامة، أرسلوا بعث أسامة. یكرر ذلك علی مسامعهم وهم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا یفعلون. أقول: إن مثل هذه العقوق فی حق الرسول الأكرم صلی الله علیه وآله الذی هو حریص علیهم بالمؤمنین رؤوف رحیم، لم أكن أتصور كما لا یمكن لأحد أن یتصور تغیرا مقبولا لهذا العصیان وهذه الجرأة. كیف لی أن أكذب هذه الأحداث وقد روتها كتب الفریقین من السنة والشیعة؟ فأی تأویل وأی تبریر أجد لهذه الحادثة العجیبة التی ذهلتنی عندما



[ صفحه 346]



وقفت علیها ملیا وقرأتها فی طبقات ابن سعد وفی السیرة الحلبیة وفی كتب التاریخ... كیف وأنا عاهدت أستاذی السید علی البدری فی بدایة البحث أن أكون منصفا فی بحثی هذا وأقول الحق كما قال الرسول صلی الله علیه وآله: (قل الحق ولو كان علی نفسك وقل الحق ولو كان مرا...) والحق فی هذه الحادثة إن الصحابة قد خالفوا أمر الرسول صلی الله علیه وآله الذی لا ینطق عن الهوی إن هو إلا وحی یوحی. أین نحن من قوله تعالی (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [2] ما هو العذر لكی أعتذر عن الصحابة (رضی الله عنهم). وما هو المبرر لهم؟ عندما أواجه قوله تعالی: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضی الله ورسوله أمرا أن یكون لهم الخیرة من أمرهم ومن یعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبینا) [3] .

فبدأت أقرأ أكثر وأكثر عسی أن أجد مبررات وتأویلات تقنعنی للدفاع بها عن الصحابة.. فلم أجد. ما هو الحل؟ الحل الصحیح هو اتباع قوله تعالی فی محكم آیاته: (قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعونی یحببكم الله) [4] .

عجبی من هؤلاء الصحابة الذین أقدسهم أنهم أغضبوا نبینا یوم الخمیس وما أدراك ما یوم الخمیس واتهموه بالهجر والهذیان وقالوا حسبنا كتاب الله ونقل



[ صفحه 347]



لنا الدكتور التونسی محمد التیجانی السماوی فی كتابه (ثم اهتدیت) [5] قائلا: (إذا أردنا أن نتمعن فی هذه القضیة فإننا سنجد الخلیفة الثانی من أبرز عناصرها إذ أنه هو الذی جاء بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه وآله إلی الخلیفة أبی بكر وطلب منه أن یعزل أسامة ویبدله بغیره فقال له أبو بكر: (ثكلتك أمك یا ابن الخطاب! أتأمرنی أن أعزله وقد ولاه رسول الله) فأین الخلیفة عمر من هذه الحقیقة التی أدركها أبو بكر، أم أن فی الأمر سرا آخر خفی عن المؤرخین، أم أنهم هم الذین أسروه حفاظا علی كرامته كما هی عادتهم وكما أبدلوا عبارة (یهجر) بلفظ (علیه الوجع). عجبی من هؤلاء الصحابة. الذین أقدسهم... كیف یتجرؤون علی نبی الأمة محمد صلی الله علیه وآله..؟ فتأمل أیها القارئ وراجع المصادر إن شئت لتجد هذا بنفسك.


[1] طبقات ابن سعد: ج 2 - ص 190 السيرة الحلبية: ج 3 - ص 207، تاريخ الطبري: ج 3 - ص 226، تاريخ ابن الأثير: ج 2 - ص 317.

[2] سورة الحشر: الآية 7.

[3] سورة الأحزاب: الآية 36.

[4] سورة آل عمران: الآية 31.

[5] ثم اهتديت: للدكتور التيجاني السماوي: ص 102، والحادثة: طبقات ابن سعد: ج 2 - ص 190، تاريخ الطبري: ج 3 - ص 226.